رياضة
كيف تطوّر الطب الرياضي بالمغرب؟
31/10/2024 - 15:12
مراد كراخيشكّل إطلاق أول شهادة جامعية في "أمراض كرة القدم" بالمغرب، خلال شهر أكتوبر الجاري، مناسبة للوقوف على أهمية الطب الرياضي، والتطور الذي يشهده هذا التخصص في المملكة.
ويعد "الطب الرياضي" فرعا من العلوم الطبية يركز على تعزيز الأداء البدني، والوقاية، وعلاج الإصابات التي يتعرض لها الرياضيون، سواء كانوا محترفين أو هواة.
ويشمل هذا التخصص جوانب متعددة من الرعاية الصحية، بدءا من التأهيل البدني وصولا إلى العلاج الجراحي، ويغطي أيضا مجالات اللياقة البدنية، وإعادة التأهيل بعد الإصابات، وعلم النفس الرياضي.
البدايات
لم تكن معظم الفرق المغربية تتوفر على أطباء مختصين في الطب الرياضي قبل سنوات التسعينيات، وفقا لمحمد عبور، رئيس ودادية أطباء أندية كرة القدم، الذي أشار إلى أن المنتخب الوطني كان يتوفر على أطباء يرافقونه في مبارياته داخل المملكة وخلال تنقلاته إلى الخارج.
وأكد عبور، في حديثه لـSNRTnews، أن بداية علاقة الأطباء المغاربة بتخصص "الطب الرياضي" بدأت مع بداية التسعينيات، حين هاجر عدد منهم إلى الخارج لدراسة هذا التخصص.
وأوضح أن معظم اللاعبين الممارسين في الدوري المغربي لم يكونوا يمتلكون ملفا طبيا، كما أن الأندية لم تكن تفرض إجراء فحوصات طبية للاعبين الجدد كما هو الحال الآن.
وأضاف أن الطب الرياضي في المغرب قطع أشواطا كبيرة في ظل انتقال الممارسة الرياضية إلى المستوى الاحترافي، حيث أصبحت المملكة رائدة في هذا المجال على المستوى القاري، مشيرا إلى أن المغرب يتوفر حاليا على أكثر من 1500 طبيب مختص في الطب الرياضي.
وفاة بلخوجة.. نقطة التحول
شكلت وفاة لاعب الوداد الرياضي، يوسف بلخوجة، على أرضية الملعب في سنة 2001، نقطة تحول كبيرة في مسار تطور الطب الرياضي بالمغرب، حسب محمد عبور.
وتوفي يوسف بلخوجة على أرضية مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، يوم 29 شتنبر 2001، أثناء مباراة الديربي البيضاوي بين الوداد الرياضي والرجاء الرياضي.
وأكد رئيس ودادية أطباء أندية كرة القدم أن حادثة وفاة بلخوجة دفعت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم إلى سن إجراءات تُلزم جميع الفرق الوطنية بالتوفر على أطقم طبية مع ضرورة إخضاع اللاعبين لفحوصات طبية قبل انطلاق الموسم الكروي.
معايير خاصة
ينص دفتر تحملات ولوج البطولة الاحترافية على ضرورة أن تتوفر جميع الأندية في دوري المحترفين على أطقم طبية ذات مستوى عال، وتواكب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم هذه الأطقم عبر إخضاعها لبرامج تدريب وتكوين سنوية داخل المملكة وخارجها.
وتفرض قوانين ممارسة كرة القدم في المغرب عدم خوض المباريات في حال غياب سيارة إسعاف مجهزة، مع وجوب توفر الأطقم الطبية المتخصصة، وإخضاع اللاعبين لعدد من الفحوصات وامتلاكهم لملفات طبية ترسل نسخة منها إلى اللجنة الطبية في الجامعة قبل انطلاق كل موسم.
وأشار عبور، في هذا السياق، إلى أن الجامعة تُشرف قبل انطلاق الموسم الرياضي على إجراء الفحوصات الطبية لجميع لاعبي أندية الدوري الوطني الاحترافي الأول والثاني.
ويتم خلال هذه الكشوفات التأكد من سلامة لاعبي الدوري الوطني الاحترافي وقدرتهم على المنافسة في أعلى مستوى، في إطار إلزامية "الملف الطبي" للاعبي الدوري الاحترافي.
وأكد عبور أن الفحوصات تشمل الكشف السريري، والفحوصات البيولوجية، وتخطيط القلب الكهربائي، والفحص بالصدى للتأكد من عدم وجود بعض العاهات في القلب.
وفي حالة الشك، أضاف عبور: "نقوم بما يسمى باختبار الجهد، حيث نخضع اللاعب لمستوى معين من المجهود البدني ونراقب تخطيط القلب والتنفس في اللحظة التي يقوم فيها بالمجهود، لأن بعض الأعراض قد لا تظهر في فترات الراحة وتظهر فقط أثناء المجهود البدني، وهنا نتخذ كافة الاحتياطات اللازمة".
مقالات ذات صلة
مجتمع
رياضة
رياضة
رياضة