اقتصاد
الموسم الفلاحي الجديد .. كيف يؤثر تأخر الأمطار على الزراعات الخريفية؟
04/12/2024 - 18:05
حليمة عامريشهد الموسم الفلاحي الحالي ظروفا مناخية صعبة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتأخر الأمطار الخريفية، بسبب استمرار تداعيات التغيرات المناخية للموسم الخامس على التوالي. فما حجم تأثير ذلك على الزراعات الخريفية؟
وقد أوضح وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، في معرض حديثه بمجلس المستشارين عن الموسم الفلاحي الحالي، أمس الثلاثاء 3 دجنبر 2024، أن مبيعات البذور المختارة للحبوب الخريفية بلغت، إلى حدود يوم أمس الإثنين 2 دجنبر، حوالي 550 ألف قنطار، بزيادة 12 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من الموسم الفلاحي الماضي. كما تم توزيع 21 ألف طن من الأسمدة الأزوتية، وهو ما يمثل 10 في المائة من البرنامج المسطر لفائدة 12 ألف مستفيد.
وأشار الوزير إلى أن المساحات المحروثة بالنسبة لزراعة الحبوب والقطاني بلغت حوالي 2,57 مليون هكتار، منها 10 في المائة سقوية و95 في المائة تم حرثها بكيفية ميكانيكية. أما المساحة المزروعة، فقد بلغت حوالي 1,46 مليون هكتار من الزراعات الخريفية الكبرى، بما في ذلك 1,16 مليون هكتار من الحبوب الرئيسية، مثل القمح اللين، الشعير، والزراعات الكلئية.
وشدد الوزير على أن الموسم الفلاحي الحالي يواجه تحديات كبيرة جراء الظروف المناخية الصعبة وتوالي سنوات الجفاف، مما أدى إلى تراجع المياه المخصصة للفلاحة نتيجة إعطاء الأولوية لتأمين مياه الشرب.
وتبلغ النسبة الإجمالية لملء حقينة السدود المغربية 4,9 مليون متر مكعب، بنسبة تصل إلى 29,26 في المائة إلى غاية يوم الإثنين 02 دجنبر 2024، وفقا لمعطيات وزارة التجهيز والماء.
تأثير تأخر الأمطار على الغطاء النباتي
يفيد الفاطمي بوركيزية، رئيس جمعية التنمية الفلاحية بالدار البيضاء-سطات، أن تأخر التساقطات المطرية له تأثير مباشر على الغطاء النباتي، الذي كان من المفترض أن يبدأ في النمو خلال هذه الفترة مع تفتح البذور التي تمت زراعتها مسبقا.
وأشار بوركيزية، في تصريح لـSNRTnews، إلى أن الغطاء النباتي يواجه حاليا تحديات كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الفترة الأخيرة، مما أدى إلى تلف النباتات المبكرة لافتا إلى أن هذه الظروف زادت مخاوف الفلاحين من احتمال تسجيل موسم فلاحي ضعيف للسنة الخامسة على التوالي نتيجة الجفاف.
وأضاف بوركيزية أن غياب الأمطار يؤدي إلى نقص الرطوبة في التربة خلال فترة حرجة، مما يعيق إنبات البذور ونمو المحاصيل. كما أن ذلك يؤثر على المجالات التي تشكل مصادر التغذية الحيوانية ويرفع من أسعار الأعلاف خلال هذه الفترة.
ويشير بوركيزية إلى أن الفلاحين يعقدون آمالهم على تسجيل تساقطات مطرية خلال هذا الشهر لإنقاذ الموسم الفلاحي والزراعات الخريفية التي ما زال بالإمكان تداركها، مثل الشعير، "الفرينة"، الزراعات العلفية، والخرطال، إضافة إلى القمح الذي يمكن إنقاذه إذا تحسنت الظروف المناخية.
وأشار إلى أن هذا الوضع يفرض على الفلاحين استخدام الري الإضافي والأسمدة لتحسين خصوبة التربة، مما يزيد من تكلفة الإنتاج الفلاحي بشكل كبير.
منطقة دكالة .. تأخر انطلاق الموسم الفلاحي
في منطقة دكالة، أدرك الفلاحون احتمال تأخر الأمطار في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الشهرين الماضيين، مما دفعهم إلى تأخير عملية تقليب الأرض وزرع البذور. ويشرح مصطفى عمارة، فلاح من المنطقة، أن بعض الفلاحين شرعوا عمليات الحرث استعدادًا لتساقط الأمطار المتأخرة.
أوضح عمارة أن بعض الفلاحين حرثوا أراضيهم في شتنبر ونونبر، بينما ينتظر آخرون القيام بذلك هذا الشهر بسبب مخاوف من تأخر الموسم الفلاحي، كما حصل خلال الموسم الماضي.
منطقة سوس ماسة .. اعتماد على الري
يرى عزيز المعناوي، رئيس جمعية أشتوكة للمنتجين الفلاحيين بإقليم اشتوكة آيت باها، أن تأخر الأمطار يؤدي إلى تأخير عمليات الزرع، خاصة بالنسبة للحبوب كالشعير والقمح، مما يهدد دورة نمو المحاصيل وإنتاجيتها.
وأضاف أن فلاحي منطقة سوس ماسة يضطرون إلى الاعتماد بشكل أكبر على مياه السقي لتعويض نقص الأمطار، مما يزيد الضغط على الموارد المائية القليلة.
يشدد المعناوي على أن استمرار تأخر التساقطات أو تسجيل معدلات أقل من المتوسط خلال الفترة المقبلة قد يفرض تحديات جسيمة على الزراعات الخريفية.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد