مجتمع
التبرع بالدم .. مبادرة نبيلة تنقذ الأرواح
14/06/2023 - 14:50
وكالة المغرب العربي للأنباءيعد توفير كميات الدم الكافية من بين توصيات منظمة الصحة العالمية، ومع ذلك، فإن الوصول إلى الدم يبقى أمرا صعبا، كما أن النقص له طابع عالمي، نظرا لأن توفر هذه المادة الحيوية يرتبط دوما بروح التطوع والعطاء.
ووفقا للطبيبة النفسية والمعالجة بالتنويم المغناطيسي، ندى عزوزي، فإن للتبرع بالدم فوائد كبيرة بالنسبة للجسم والعقل، إذ أنه مفيد للآخرين و للفرد.
ويعتبر التبرع بالدم مبادرة نبيلة ينتج عنها الإحساس بإمكانية إنقاذ أرواح الغير، مما يولد شعورا بالراحة النفسية والرضا عن الانتماء إلى المجتمع.
وأكدت عزوزي أن التفسيرات البسيطة لعملية نقل الدم كافية لتشجيع الأكثر تخوفا على القيام بهذه الإلتفاتة النبيلة، وذلك لمواجهة المخاوف النفسية التي تتسبب في عزوف المتبرعين، موضحة أن الخوف من الإبر لا يتعلق فقط بالتبرع بالدم ولكنه يتعلق أيضا بالعديد من الإجراءات الطبية.
ومن جهة أخرى، فإن الأبطال المجهولين، رجالا ونساء، هم جزء من استمرارية التبرع بالدم، ورمز الحياة الأسمى.
وهذه، هي حالة ر. زكريا البالغ من العمر 35 عاما، والذي يقول إنه تبرع بدمه 11 مرة منذ أن كان عمره 18 ربيعا، معربا عن أسفه لكون هذا الفعل يبقى رهينا بتوقيت حملات التوعية أو الدعوات إلى التبرع التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال في هذا الصدد "أنا متبرع مواظب إلى حد ما، لكنني غالبا ما أنسى القيام بذلك، بسبب تقلبات الحياة"، مضيفا "لست فخورا بهذا الوضع، لكنني عازم على التبرع بدمي هذه السنة للمساهمة في إنقاذ الأرواح".
من جهتها، كشفت صباح، البالغة من العمر 19 عاما، أنها قررت الاحتفال بعيد ميلادها الثامن عشر بالتبرع بدمها لأول مرة، وأضافت قائلة: "صحيح أني مبتدئة في هذا المجال لكني أنوي الاستمرار في القيام بهذا العمل الذي يعبر عن السخاء".
وأشارت إلى أن الإسلام يشجع على القيام بالأعمال التي لها علاقة بالكرم والسخاء في العطاء، قائلة "الله كريم يحب الكرم".
ودعت لطيفة، من جانبها، إلى التشجيع على التبرع بالدم، لأنها، وجدت نفسها بعد عملية إجهاض في حالة طارئة استوجبت نقل الدم، كما ناشدت إلى التعبئة لإنقاذ الأرواح من خلال هذه الإلتفاتة النبيلة.
ويعد اليوم العالمي للتبرع بالدم فرصة للتعبير عن الشكر للمتبرعين بالدم على مبادراتهم المنقذة للحياة، ويحتفل به هذه السنة تحت شعار: "تبر ع بالدم، تبر ع بالبلازما، شارك الحياة، شارك كثيرا".
و هي أيضا مناسبة لتعزيز مستوى الوعي العام بالحاجة إلى التبرع بالدم بانتظام لضمان جودة وسلامة وتوافر هذه المادة الحيوية ومشتقات الدم لفائدة المرضى الذين يحتاجون إليها.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن من بين 118.5 مليون عملية للتبرع بالدم يتم جمعها سنويا في جميع أنحاء العالم، تأتي 40 في المائة منها من البلدان ذات الدخل المرتفع حيث يعيش 16 في المائة من سكان العالم.
و في البلدان منخفضة الدخل، تتم 54 في المائة من عمليات نقل الدم إلى الأطفال دون سن الخامسة، بينما في البلدان ذات الدخل المرتفع، فإن أكثر مجموعات المرضى التي تستفيد من نقل الدم تزيد أعمارهم عن 60 عاما، ويمثلون ما يصل إلى 76 بالمائة من عمليات نقل الدم.
وبحسب المصدر ذاته، فقد تم إحصاء 31.5 عملية تبرع بالدم لكل 1000 من السكان، في البلدان ذات الدخل المرتفع، و 16.4 في البلدان ذات الدخل المتوسط الأعلى، و 6.6 في البلدان ذات الدخل المتوسط المنخفض و 5.0 في البلدان ذات الدخل المنخفض.
مقالات ذات صلة
مجتمع
مجتمع
مجتمع
مجتمع