مسارات رياضة ودراسة .. إقبال متزايد وصعوبات

تتميز مسارات ومسالك "رياضة ودراسة" التي تم إحداثها في إطار اتفاقية الشراكة الموقعة يوم 17 شتنبر 2018، بجدولة زمنية مكيفة تخصص فيها الفترة الصباحية للدراسة والفترة المسائية للتكوين الرياضي، وذلك لتفادي الصعوبات التي يعيشها التلاميذ الرياضيين من حيث التوفيق بين ما تقتضيه التداريب الرياضية من جهد وما تتطلبه الدراسة من استعداد وحضور وتحضير مستمر ومتواصل.

إقبال متزايد

قال عبد السلام ميلي، مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية، إن الدراسة بمسارات ومسالك "رياضة ودراسة" تبدأ من السنة الأولى ثانوي إعدادي إلى غاية مستوى الثانية ثانوي تأهيلي.

وأوضح ميلي، في تصريح لـSNRTnews، أن هذا البرنامج عرف تطورا على المستوى الكمي والكيفي منذ إرسائه في الموسم الدراسي 2019-2020 كمرحلة تجريبية بمؤسستين بطنجة والدار البيضاء، حيث كان عدد المسجلين 160 تلميذا، لينتقل هذا العدد في الموسم الدراسي 2020-2021 إلى 1186 تلميذ، من بينهم 507 تلميذة بخمس أكاديميات جهوية هي مراكش-آسفي، والشرق، بني ملال-خنيفرة، والرباط-سلا-القنيطرة، وفاس-مكناس.

وتابع أنه خلال موسم 2022-2023 تضاعف عدد التلاميذ المسجلين بمسالك "رياضة ودراسة" ليصل إلى 6138 (2046 تلميذة و4092 تلميذ)، موزعين على جل الرياضات (35 تخصص رياضي)، بـ88 مؤسسة تعليمية، وتعتبر كرة القدم الأولى من حيث عدد المسجلين بها (2497)، متوقعا أن هذا العدد سيواصل الارتفاع خلال الموسم الدراسي الحالي (2023-2024)، نظرا لرغبة التلاميذ في ولوج هذا المسار.

برنامج خاص

أبرز عبد السلام ميلي، في حديثه، أن تنيظم الدراسة بمسارات ومسالك "رياضة ودراسة" يتم وفق البرامج الدراسية الرسمية المعتمدة، مع تكييف جداول حصص المتعلمات والمتعلمين الرياضيين، بحيث تخصص الفترة الصباحية للدراسة بالمؤسسات التعليمية وتخصص فترة ما بعد الزوال للتدريب والتكوين الرياضي، وبالإضافة إلى التداريب، يمكنهم الاستفادة من تكوينات أخرى في مجال التحكيم، التسيير.

وأوضح أنه يتم تأطير المتعلمات والمتعلمين من طرف أطر قطاع التربية الوطنية في كل ما يتعلق بالدراسة، بينما تتكلف أطر الأندية أو العصب أو الجامعات الرياضية بالتكوين الرياضي، كما أنه لم يقع أي تغيير في البرنامج الدراسي، وذلك لمد التلميذ بمجموعة من الكفايات التي تمكنه من فرص الحصول على وظيفة حسب ميولاته وإمكانياته.

وأشار إلى إحداث نظام للمكافآت عن المجهود المبذول خلال التداريب، عن طريق الرفع من معامل التكوين الرياضي في فروض المراقبة المستمرة، والذي يمكن أن يصل إلى 30 بالمائة، مبرزا أنه وفي إطار التدابير المتخذة لصقل المواهب والقدرات الرياضية والإبداعية والفنية للمتمدرسات والمتمدرسين؛ فقد تم تعزيز بنيات منظومة التربية والرياضة بمؤسسات التعليم المدرسي، وتوسيع الاختيارات في هذا المجال، لتتماشى مع حاجيات التلميذات والتلاميذ، وإمكانيات إحداث هذه البنيات.

نتائج مشجعة

أكد مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية أن النتائج التي تحصل عليها التلاميذ المسجلين بـ"رياضة ودراسة" في البطولات الوطنية والمحافل الدولية تبين مدى تميز هذا المسلك، وتتمثل هذه النتائج في:

- برنامج " ISF She Runs - Active Girls'Lead" من 12 إلى 17 شتنبر 2022 بلجيكيا (بروكسيل) وحصل المغرب على المرتبة الأولى إناثا.

- البطولة المدرسية الإفريقية في كرة السلة حيث حصل المغرب على المرتبة الأولى إناثا وذكورا.

- البطولة المدرسية الإفريقية لكرة الطائرة حيث حصل المغرب على المرتبة الاولى ذكورا والثانية إناثا.

- البطولة المدرسية الإفريقية لكرة القدم حيث حصل فريق الإناث "رياضة ودراسة" على الرتبة الثانية المنظمة من 01 إلى 09 أبريل 2023 بجنوب إفريقيا.

- بطولة العالم المدرسية لكرة القدم حيث حصل الفريق المغربي "رياضة ودراسة" على المرتبة الثانية ذكورا على المستوى العالمي.

- بطولة العالم المدرسية للتايكوندو أقل من 18 سنة بمدينة مزطلان بالميكسيك للمشاركة ما بين 18 و25 يونيو2023، وحصل الأبطال المغاربة من بينهم تلاميذ "رياضة ودراسة" على 07 ميداليات ( 03 ذهبية و03 فضية و1 نحاسية).

- الجيمنازياد المدرسية العالمية أقل من 15 سنة بريو دي جانيرو بالبرازيل ما بين 18 و 28 غشت 2023، وحصل الأبطال المغاربة من بينهم تلاميذ "رياضة ودراسة" على 26 ميدالية ( 09 ذهبية و 05 فضية و 12 برونزية) واحتلوا المرتبة 07 عالميا.

صعوبات

ورغم النتائج المحصلة، أشار عبد السلام ميلي إلى أن إرساء مسلك رياضة ودراسة يعرف إكراهات تتجلى في صعوبة مواصلة التأطير الرياضي من طرف بعض الجامعات والنوادي الرياضية، علما أن الوزارة وفرت منحة لمساعدة الجامعات لإرساء "رياضة ودراسة" حسب التخصص.

وتابع أن الصعوبات تشمل توفير التغذية والإقامة والتتبع الطبي بالشكل الذي يناسب الرياضي في المستوى العالي، حيث يتضح تباين في توفير هذه الخدمة بين المؤسسات التعليمية والجامعات والنوادي المتعاقدة معها.

ومن الصعوبات كذلك، وفق المتحدث ذاته، التباين بين المؤسسات التعليمية على مستوى التتبع الدراسي للتلاميذ من حيث الدعم الدراسي وتكييف استعمال الزمن والاهتمام بهم كتلاميذ لهم خصائص وحاجيات يجب احترامها.