أمسرير .. الطريق شريان التنمية

ترد كلمة "معاناة" على لسان هذا الشيخ الكريم، مرارا، لكن ليس بتلك المرارة التي يعبر عنها غيرُه. تستحيل الكلمة على لسانه إلى ترنيمة، تناغيها ابتسامة لا تكاد تفارق محياه، وتضفي على صاحبها، الذي يرفع دائما رأسه في شموخ، عزة نفس هي، في الواقع، قاسم مشترك بين كل الأمازيغ الأحرار من تلك المنطقة الجبلية الوعرة.

يقول إنه اختار أن يقيم إلى جانب "الطريق"، الذي هو في الحقيقة مسلك بسيط، لأنه كريم، ولكون المقيم إلى جانب الطريق، حسب القول الذي سارت به الركبان، إما كريم أو ظالم!

ولأنه أدرى الناس بأهمية الطريق لبث الحياة في ما حولها، وضخ تنمية في المناطق التي يمتد فيها شريانها، فقد خصص لها الحيز الأكبر من حديثه، ليتوارى موضوعه الشخصي، وتقاعده الذي لا يكاد يكفيه لتغطية مصاريف أسرته، فضلا عن الاستثمار في الفلاحة...