إفريقيا
ميدايز.. هل تؤثر الحرب التجارية بين الصين وأمريكا على إفريقيا؟
30/11/2024 - 13:45
أيوب محي الدين | مصطفى أزوكاحسيكون على دول الجنوب، خاصة في إفريقيا، تحديد خياراتها في سياق ترقب احتدام الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، التي ظهرت نذرها بعد المواقف التي عبر عنها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
استحضر المشاركون في ندوة حول "الحروب التجارية والتحالفات الاقتصادية"، التي نظمت، بمناسبة النسخة السادسة عشرة لمنتدى "ميدايز" الدولي المنعقد بين 27 و30 نونبر بمدينة طنجة، المنظمة تهت شعار "سيادات وقدرات الصمود: نحو توازن عالمي جديد"، الخطط التي أعلن عنها ترامب، والتي يرمي من ورائها إلى فرض رسوم جمركية مشددة تستهدف العديد من البلدان، حيث لم يقتصر الأمر على الصين، بل بلدانا أخرى توعد بإخضاع سلعها لرسوم معممة بمستوى 25 في المائة.
وكان مراقبون توجسوا من السياسة الاقتصادية التي سينهجها الرئيس الأمريكي الجديد، حيث كان توعد في حملته الانتخابية بزيادة الرسوم الجمركية. وهي زيادات قد تدفع بلدانا وتكتلات إلى نهج سياسة المعاملة بالمثل أو التوجه إلى منظمة التجارة العالمية في حال نشوب نزاع حول تدابير الإدارة الأمريكية.
ويذهب نيكلاس سوانتروم، رئيس معهد الأمن وسياسة التنمية بالسويد، إلى أن الانتقادات ذات الصلة برفع الرسوم الجمركية، ستفضي إلى انعزالية أكثر، ما سيرفع الضغط على أوروبا وإفريقيا وآسيا.
غير أنه يعبر عن التطلع إلى أن تؤدي الانعزالية في الولايات المتحدة الأمريكية إلى فتح المجال أمام فاعلين جدد، وإن كان يلاحظ أن أوروبا تتجه بدورها نحو تشديد الحمائية.
ويتوقع أن تأتي المشاكل التجارية بين الولايات المتحدة والصين بفرص جديدة، يمكن أن تؤدي إلى بروز تكتلات وشبكات تجارية، والاندماج في فضاءات للتبادل الحر مثل الاتحاد الأوروبي والمحيط الهادىء.
ويشدد على أنه يتوجب على إفريقيا الانتقال من تصدير موادها الأولية في وضعيتها الخامة إلى مرحلة تحويل تلك الثروات، في الوقت نفسه، الذي يتوقع أن تصبح القارة السمراء، عبر استثمارات أمريكية وصينية وأوروبية، قطبا للنمو التكنولوجي والابتكار.
وأكدت كارولا رامون، نائبة رئيس المجلس الأرجنتيني للشؤون الخارجية، أنه ليس مطلوبا من دول الجنوب الاختيار بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية، مشددة على دور المنظمات الدولية المتعددة الأطراف مثل منظمة التجارة العالمية في السياق الحالي المتسم بالتوترات التجارية.
ويتوخى منتدى ميدايز 2024 تعميق النقاش القاري والعالمي حول تعزيز السيادات الوطنية والإقليمية (مؤسساتية وسياسية وترابية وأمنية واقتصادية وغذائية وطاقية وصحية) وبناء صمود مشترك، للاستجابة للأزمات العالمية المتعددة.
وقد جرى التشديد، خلال المنتدى، على صون السيادة الوطنية للدول الإفريقية، وعلى أن النزاعات تفضي إلى الإضرار بقدرة الدول على الصمود في عالم يستدعي مواجهة التحديات المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما دعا مشاركون في ندوات القارة السمراء إلى التحكم في مصيرها عبر تولي استغلال ثرواتها الطبيعية وموادها الأولية، بما يستجيب لانتظارات الساكنة المحلية.
وأجمع مشاركون في ندوات المنتدى على ضرورة تنويع إيرادات القارة السمراء، وحمايتها ضد الصدمات والأزمات الدولية، والانخراط في الاندماج الإقليمي عبر تكريس اتفاق التبادل الحر والحرص على استغلال الموارد الطبيعية التي تشكل مصدرا مطلوبا للانتقال الطاقي في العالم.
مقالات ذات صلة
رياضة
إفريقيا
إفريقيا
إفريقيا