هل يساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير كرة القدم بالمغرب؟

وأجمع خبراء وطنيون ودوليون من مجالات الرياضة، والطب، والبحث العلمي، والتقنيات المتقدمة، خلال ندوة نظمها المعهد الملكي لتكوين الأطر مولاي رشيد بسلا يوم الأحد 9 فبراير 2025، على أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي من أجل تحسين الأداء الرياضي، وتطوير الرياضة في المغرب، خاصة في ظل استعدادات المملكة لاستضافة كأس الأمم الإفريقية 2025، وكأس العالم 2030.

وأوصى المشاركون بإدراج دورات تكوينية في الذكاء الاصطناعي وعلوم الرياضة ضمن المناهج الجامعية وبرامج تكوين المدربين، والتشجيع على استخدام هذه التقنية في اكتشاف وإدارة المواهب الرياضية من خلال استغلال تحليل المعطيات المتقدمة.

لم تعد الرياضة بشكل عام، وكرة القدم على وجه الخصوص، تقتصر على التمرين البدني والمهارات الفنية فقط، فخلف كل فريق، هناك مجموعة من المتخصصين الذين يعملون لتحضير اللاعبين في جميع الجوانب: التقنية، والبدنية، والنفسية، والتكتيكية، بالإضافة إلى مراقبة صحتهم.

ومن هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في تسهيل هذه المهام، وتحويلها من أعمال شاقة إلى عمليات دقيقة وسريعة، تعتمد على تحليل بيانات متقدمة.

في الدوريات الأوروبية، أصبح الذكاء الاصطناعي جزءا أساسيا من استراتيجية العمل في الأندية الرياضية، إذ يتم استخدامه في تحليل التكتيك، ودراسة نقاط القوة والضعف لدى الفرق المنافسة، كما يُستعان به لتحديد اللاعبين الموهوبين في سن مبكرة، ومن قبل المدربين البدنيين لمراقبة الحالة الصحية والبدنية للاعبين، مما يعزز فرص النجاح في المنافسات الرياضية الكبرى.

وفي المغرب، بدأت بعض الأندية في الدوري المحلي "البطولة"، وكذلك الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي من خلال منصة "MyTeam"، التي تقدم حلولا رقمية متكاملة.

وتقدم هذه المنصة تقنيات متقدمة لمعالجة البيانات الرياضية والطبية والإدارية، مما يسهل على الطاقم الفني اتخاذ قرارات دقيقة، ما يمثل خطوة متقدمة نحو تطوير كرة القدم الوطنية، خاصة أن المملكة تستعد لاستحقاقات رياضية كبرى.

وفي هذا السياق، قال يوسف زروالي، مؤسس منصة "MyTeam" إن "الذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في الرياضة المغربية من خلال تحسين متابعة أداء اللاعبين وإدارة الأندية. فعبر تحليل البيانات، يمكننا اتخاذ قرارات مدعومة بأرقام دقيقة تساهم في رفع مستوى الأداء الرياضي".

وأوضح زروالي في حديثه لـSNRTnews أن دمج الذكاء الاصطناعي في الرياضة المغربية لا يزال يواجه بعض التحديات، على رأسها ضرورة تدريب الأطر المحلية وتوفير الموارد البشرية المتخصصة القادرة على تطبيق هذه التقنيات بشكل فعال.

وأبرز في هذا الخصوص أنه "من أجل تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في الرياضة المغربية، يجب الاستثمار لتكوين أطر متخصصة وتوفير أدوات متطورة تدعم هذا التحول الرقمي".

ورغم أن التبني الكامل للذكاء الاصطناعي في كرة القدم المغربية ما زال في مراحله الأولى، إلا أن الأمل كبير في أن تصبح هذه الأدوات جزءا أساسيا من الاستراتيجية الرياضية في المستقبل القريب.

وأشار زروالي بهذا الخصوص إلى أن "الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعمل على وضع استراتيجيات لتطوير الأندية المغربية، خاصة في مجالات تحليل الأداء واكتشاف الإصابات والوقاية منها".

وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على عدة جوانب أخرى من كرة القدم، مثل التحكيم الرياضي لتقليص هامش الأخطاء، ومكافحة المنشطات، وتسريع الوصول إلى الملاعب وتحسين تجربة المشجعين.