فن و ثقافة
لحسن وريل .. رحيل آخر عازفي أغانيم الأمازيغي
01/01/2022 - 00:58
حليمة عامر
توفي، قبل يومين، الفنان الأمازيغي لحسن وريل، بمنطقة أيت بوكماز إقليم أزيلال، بعد معاناته مع المرض، بحسب ما أعلنت عن ذلك وزارة الشباب والثقافة والتواصل في بلاغ لها.
الراحل لحسن وريل هو فنان أمازيغي، من مواليد أربعينات القرن الماضي، وكان يعد من أشهر عازفي "أغانيم"، الذي اشتهرت به جل المناطق الأمازيغية، وخاصة بالأطلسين المتوسط والكبير.
غير أن من خبر مسيرة وريل الطويلة، التي امتدت على مدى 50 سنة، يعتقد أن الراحل عاش ومات بعيدا عن الأضواء، بالرغم من أنه كان من رواد "أغانيم" الذين يعدون على رؤوس الأصابيع بالمغرب، فبرحيل هذا الفنان، لم يتبق سوى 5 رواد آخرون يمارسون العزف على الناي الأمازيغي.

إبراهيم المزند، المدير الفني لمهرجان تيمتار، يرى أنه بالرغم من أن الراحل كان محور أبحاث العديد من المهتمين بالفن الأمازيغي، إلا أنه رحل في صمت دون أن ينال حقه من الشهرة التي يستحقها.
وذهب المزند، في شهادة له في حق الراحل، خص بها SNRTnews، أن وريل كافح طويلا من أجل الحفاظ على هذا النمط الموسيقى الأمازيغي، بإخلاص، إلى أن نحته في الساحة الفنية، مشددا على أن المغرب من الصعب أن يشهد ذات يوم ولادة فنان آخر من حجم هذا العازف.
ويرى أن الفنان الراحل كان من القلائل الذين ظلوا متشبثين بهذا النوع من الفن، خصوصا بمنطقة أزيلال، وبه شارك في عدة مهرجانات وطنية ودولية، منها مهرجان الفنون الشعبية بمراكش، مشيرا إلى أن وريل أعطى الكثير للتراث الأمازيغي، بحمله مشعل ثقافة منطقته، في بعدها الشعبي.
عبد المالك حمزاوي، أستاذ باحث في الثقافة والتراث الأمازيغي، وكاتب ورئيس الرابطة المغربية، للكتاب الأمازيغ، من داعمي الموسيقى الأمازيغية، وسبق له أن نظم ثلاث دورات من فن "أغانيم" بمدينة الحاجب، خلال 2016 و2017 و2018، قال، في تصريح لـSNRTnews، إن الشيخ لحسن وريل، كان يعتبر من قيدومي فن "أغانيم"، الذي بدأ ينقرض بالمغرب، ولم يتبق من رواده سوى خمس رواد، أصغرهم سنا يبلغ من العمر 74 سنة.
وأبرز الباحث أن هذا الفن لم يصمد في حمل مشعله، خلال هذه الحقبة، سوى ست رواد، لعل أبرزهم لحسن أبا قدي، وعدي أوهمو، وعلي عتوس، وعثمان أوقيزة، ومحمد أولهو، والفنان الراحل لحسن وريل.
ويعتقد أن الحياة لم تمهل وريل الوقت ليرى هذا الفن العريق، وهو يصنف كتراث عالمي، بعدما تم تسجيله كتراث لا مادي وطني، من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، في عهد الوزير السابق محمد الأعرج، موضحا أنهم كانوا يشتغلون على تسجيله كتراث إنساني لا مادي، غير أن هذا المشروع تم تأجيله بسبب ظروف جائحة كورونا.
ويشار إلى أن وزارة الثقافة والشباب والرياضة قامت بتكريم لحسن وريل سنة 2018، باعتباره من الفنانين الذين بصموا تاريخ الفن الأمازيغي الأصيل.

مقالات ذات صلة
فن و ثقافة
فن و ثقافة
فن و ثقافة
فن و ثقافة