اقتصاد
تمر المجهول بالمغرب .. 4 أسئلة للخبير رضا مزياني
02/11/2024 - 20:11
وكالة المغرب العربي للأنباءيعتبر تمر المجهول من أجود أنواع التمور ذات الإقبال الواسع، وذلك بفضل قيمته الغذائية العالية وإنتاجيته وقدرته على التأقلم مع مختلف البيئات المناخية.
ويوضح منسق مشروع البحث حول نخيل التمر في المعهد الوطني للبحث الزراعي، رضا مزياني، في معرض رده على أربعة أسئلة لوكالة المغرب العربي للأنباء، الخصائص المميزة لتمر المجهول، وكذا الاستراتيجية المتبعة لتحسين إنتاجه والرفع من جودته، فضلا عن التحديات التي يواجهها هذا الصنف من التمور وتسويقه على المستويين الوطني والدولي.
1- ما هي الخصائص المميزة لتمر المجهول مقارنة بأنواع التمور الأخرى في المغرب؟
يعتبر تمر المجهول من الأنواع الأكثر تميزا وطلبا على مستوى العالم، وذلك بفضل مرونته الكبيرة وقدرته على التأقلم مع مختلف البيئات المناخية.
ويزرع المجهول في مختلف الواحات المغربية، مما يجعله أحد أهم الأصناف من حيث الإنتاج والجودة. ويظهر تمر المجهول قدرة مميزة على التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة وظروف المناخ القاسية، حيث يحتاج إلى درجة حرارة منخفضة نسبيا للنضج المثالي. وفي منطقة تافيلالت، الموطن الأصلي للمجهول، يبدأ نضوج التمر عادة بين شهري شتنبر وأكتوبر، ويتأثر ذلك بشكل كبير بالعوامل المناخية لكل سنة.
ويتميز تمر المجهول بقدرة متوسطة على تحمل الرطوبة والملوحة والبرد، مما يجعله مناسبا للزراعة في مختلف الظروف البيئية المغربية. كما أن تمر المجهول يتميز بحجم كبير، حيث يتراوح وزنه عادة بين 20 و30 غراما، ويكتسب لونا بنيا يمكن أن يختلف بين المناطق من الأفتح إلى الأغمق.
2. ما هي أهم الخطوات التي تتبعها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والجهات المعنية لتحسين إنتاج تمر المجهول؟
في إطار الاستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع زراعة النخيل، قام المغرب بإطلاق مبادرات طموحة لتعزيز إنتاج صنف المجهول، خصوصا من خلال إطلاق عقد البرنامج "نخيل التمر" في سنة 2010 ضمن مخطط المغرب الأخضر. وقبل انطلاق هذا البرنامج، كانت نسبة وجود صنف المجهول في الواحات المغربية محدودة، حيث تراوحت ما بين 0.3 في المائة و1 في المائة من إجمالي أشجار النخيل.
وبالنظر إلى الأصل المغربي لهذا الصنف وقيمته التجارية العالية، فقد تم إدراجه كعنصر أساسي ضمن برنامج إعادة تأهيل وتوسيع الواحات.
ولتحقيق هذا الهدف، مكن البرنامج من إنتاج وغرس 3 ملايين من الفسائل المخبرية من نخيل التمر، حيث يمثل صنف المجهول 67 في المائة من الأصناف المنتجة باستخدام تقنية الأعضاء النسيجية.
ولتدعيم هذه الإنتاجية، تم إنشاء مختبرين تابعين للمعهد الوطني للبحث الزراعي بالمغرب، بالإضافة إلى سبعة مختبرات خاصة، مما ساعد في تحقيق الأهداف المرسومة للبرنامج في قطاع النخيل.
وبفضل الجهود المشتركة للجهات الفاعلة في قطاع التمور، ارتفعت نسبة صنف المجهول في الواحات المغربية بشكل ملحوظ لتتراوح حاليا بين 15 و20 في المائة من إجمالي أشجار النخيل، أي ما يعادل حوالي 900 ألف إلى 1.2 مليون نخلة.
وفي منطقة تافيلالت، التي تعد الموطن الأصلي لصنف المجهول، تمثل مزارع هذا الصنف الآن نحو 30 في المائة من إجمالي أشجار النخيل، مما يعزز مكانة هذه المنطقة كمركز استراتيجي لإنتاج التمور عالية الجودة.
3- كيف تتم مواجهة تحديات التغير المناخي وتأثيره على إنتاج تمر المجهول؟
أصبحت تأثيرات التغير المناخي واضحة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، وتعتبر من التحديات الكبرى التي يواجهها قطاع زراعة التمور في المغرب، وخاصة بالنسبة لصنف المجهول. هذه الظاهرة، التي تتجلى في تغييرات أنماط الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، تمثل تحديا حقيقيا لمزارعي النخيل، حيث تؤثر بشكل مباشر على جودة الإنتاج وكمية المحاصيل.
ومن أجل مواجهة هذه التحديات، تم اتخاذ عدة إجراءات في مختلف المجالات بهدف تعزيز مرونة هذا القطاع الحيوي. ومن بين أهم هذه الإجراءات، البحث العلمي وتطوير تقنيات زراعية جديدة ت ركز على تحسين إنتاجية صنف المجهول، وتعزيز مرونته في مواجهة التحديات البيئية.
4- ما هي أبرز نقاط القوة التي تتمتع بها تمور المجهول المغربية من حيث التنافسية في الأسواق الوطنية والدولية؟
يعزز قرب المغرب من الأسواق الأوروبية من تنافسية تمور المجهول، إذ يعتبر السوق الأوروبي من الأسواق الرئيسية لاستيراد التمور. ويتيح هذا القرب الجغرافي للفلاحين تقليص تكاليف النقل وتسهيل عملية التسويق، مما يعكس القدرة التنافسية العالية للتمور المغربية ويساعد المنتجين على تلبية احتياجات السوق بسرعة وكفاءة حيث تحظى تمور المجهول المغربية باهتمام كبير في إطار الاستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع زراعة النخيل.
وتتضمن هذه الاستراتيجية برامج دعم لمزارعي النخيل، مما ي عزز من القدرة الإنتاجية والتنافسية لهذا الصنف. ومن خلال توفير الدعم المالي والتقني، ت ساعد هذه البرامج الفلاحين على تحسين ممارساتهم الفلاحية وزيادة إنتاجهم، مما يعزز من وجودهم في الأسواق الوطنية والدولية.
مقالات ذات صلة
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد
اقتصاد