فن وثقافة
أكاديمية الفنون التقليدية تحمل مشعل صون الحرف العريقة
09/02/2025 - 11:22
أيوب محي الدين | خولة ازنيزنيتعكس الصناعة التقليدية مهارة الحرفيين وإبداعهم المتوارث عبر الأجيال. وإدراكا لأهميتها كركيزة في الاقتصاد الوطني أصبح تطوير هذا القطاع ضرورة ملحة لمواكبة متطلبات الأسواق الحديثة التي باتت أكثر دقة واهتماما بالجودة والإتقان.
ومن هذا المنطلق، تم إحداث أكاديمية الفنون التقليدية سنة 2012، بتعليمات ملكية سامية، كمؤسسة متخصصة في صقل المواهب الشابة بهدف تكوين جيل جديد من الحرفيين المؤهلين، المزودين بالمعرفة العلمية والمهارات التطبيقية.
وتعد الأكاديمية، التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، فضاء يجمع بين التعليم الأكاديمي والتدريب العملي، ومنصة تُسهم في رسم ملامح الصناعة التقليدية المغربية لتواكب العصر مع الحفاظ على جوهرها الأصيل.
وأوضح عبد الصمد حدادي، نائب المدير بأكاديمية الفنون التقليدية، أن التكوين داخل المؤسسة يجمع بين الدروس النظرية والتطبيقية، من خلال ورشات خاصة بكل شعبة من فنون الصناعة التقليدية المقسمة إلى: فن الخشب بنوعيه المنحوت والمصبوغ، وفن المعادن في الحدادة، وصياغة المجوهرات، وفن الصناعات الجلدية، وفن النسيج التقليدي، وفن العمارة التقليدية في الجبس والزليج، وكذلك فن الخط.
وأشار حدادي، في تصريح لـSNRTnews، إلى الإقبال المتزايد على الأكاديمية، حيث تستقبل سنويا طلبة من مختلف المدن المغربية مع اشتراط معايير محددة للولوج إليها كما يلتزم كل طالب باختيار شعبة واحدة لمتابعة تكوينه.
وفي لقاء مع جواد مصباحي، مشرف على ورشة الجبس، تحدث عن الإضافات التي يساهم بها الطلبة في تحديث هذه الحرفة، حيث لم تعد تقتصر على علاقتها التقليدية بالبناء والأسقف بل امتدت إلى تصميم الديكورات العصرية.
وعبرت عبير كريمي عن دوافع اختيارها لدراسة فن العمارة التقليدية، وبالضبط شعبة الجبس، رغم كونه مجالا قد يعتبره البعض حكرا على الرجال مؤكدة رغبتها في التميز عبر لمسات إبداعية تركز على التفاصيل والابتكار.
أما أحمد الحضري، معلم النقش على الحجر، فاستحضر عراقة هذه الحرفة وامتدادها إلى عصور سابقة، مشيرا إلى دور الأكاديمية في الحفاظ عليها ونقلها إلى الأجيال الجديدة.
وفي ورشة صياغة المجوهرات أوضح هشام المعقول، المشرف على الورشة، أن الهدف هو تمكين الطلبة من أساسيات هذا الفن الذي يجعل من المجوهرات المغربية بصمة مميزة على الصعيد الدولي.
وبعيدا عن الحرف التقليدية، خصصت الأكاديمية شعبة لتدريس الخط العربي؛ إذ أكد عبد الرحمان كولين، رئيس الشعبة، في تصريحه لـSNRTnews، على أهمية تعليم هذا الفن، مشيرا إلى دوره التاريخي في توثيق الحضارات ونقلها إلى جانب قيمته الجمالية التي تتجلى في تزيين المآثر التاريخية والقصور والرياضات المغربية مسهما في التعريف بعمق الهوية المغربية.

مقالات ذات صلة
سياسة
اقتصاد
فن و ثقافة
اقتصاد